التاريخ
لبنان تلك الأرض الجبلية الصغيرة التي تتخذ شكل مستطيل غرب بلاد الشام، تطل على المياه الدافئة للبحر المتوسط وتعانق قممها الجبلية الشاهقة المغطاة بالثلوج عنان السماء. ربما لا نجد أرضاً تتميز بهذا الكم من التناقضات والمتغيرات. فقد سكنها الفينيقيون ممن اعتادوا حياة البحر قبل 3000 عام من الميلاد، وكانت بمثابة رابطة بين الطرق التجارية الممتدة عبر المناطق الشرقية النائية والطرق التجارية التي تعبر البحر لتصل إلى الغرب. عدد سكانها 3.5 مليون نسمة بسبعين عقيدة دينية مختلفة، ولم يكن ماضيها هادئاً. ولكن لبنان اليوم تتطلع إلى المستقبل: فهي تقوم بإعادة بناء مدنها المحطمة واقتصادها المنهار، وتشجع على نهضة الصناعات البنكية والتجارية التي تجعلها محوراً في الشرق الأوسط؛ وترحب بالسائحين في منتجعاتها، ومناطق الجذب الطبيعية بها، والمناظر الحضارية المتألقة.
تكتسب بيروت لقبها "باريس المتوسط". مع اقتصادها المتمركز حول الخدمات على أساس الأعمال المصرفية والتجارة، أصبحت المدينة بيئة نابضة بالحياة للتجارة والحياة الليلية. تجري عملية إعادة إعمار شاملة لمنطقة وسط المدينة مع الفنادق الأنيقة والمكاتب، والمطاعم، والمقاهي والنوادي الليلية، وحديقة أثرية، والعديد من عوامل الجذب الأخرى. وتستضيف بيروت العروض الفنية والمعارض وعروض الأزياء والحفلات الموسيقية في المتاحف والمسارح والأماكن العامة في جميع أنحاء المدينة.
يصل السياح إلى المطار الجديد بأعداد كبيرة على متن طائرات طيران الشرق الأوسط. يأتون للتسوق، من أجل الثقافة والتاريخ والطعام. في فصل الشتاء يأتون للتزلج على الجليد وأثناء الربيع والخريف لمشاهدة المعالم السياحية. الصيف هو موسم الشواطئ أو وجبات الغداء الشهية في الجبال. إنه أيضاً موسم للمهرجانات الصيفية ضمن الخلفيات التاريخية المثيرة لبيبلوس وبعلبك.
السياحة البيئية تتزايد في لبنان، سواء بالنسبة للسكان المحليين أو الزوار الأجانب. تقدم العديد من الشركات رحلات يومية من بيروت، أو جولات أطول بالدراجة، مشياً على الأقدام، أو بسيارات الدفع الرباعي كبديل عن مشاهدة المعالم التقليدية. تم تصميم هذه الجولات ليكون لها تأثير بيئي منخفض؛ لإدخال الناس إلى عجائب الطبيعة، والتراث التاريخي والفني والثقافي الغني في لبنان؛ بينما تستفيد المجتمعات الصغيرة في المناطق النائية. حيث يمكن تناول الطعام في الأديرة أو المطاعم الصغيرة أو منازل السكان المحليين في خروج عن الأشكال التقليدية لمشاهدة المعالم السياحية.
سيبقى لبنان مميزًا في ذاكرة الزائر. فهو بلد غني بالكنائس والمساجد والجبال والشواطئ التي توفر فرصة لا مثيل لها لجسر الهوة بين الشرق والغرب، بين العرب والأوروبيين، بين الماضي والمستقبل.
الجذب السياحي
واحدة من أشهر أماكن الجذب في لبنان، على بعد ثمانية عشر كيلومترا فقط من العاصمة هي مغارة جعيتا. التي تضم الكهف الذي يبلغ طوله ستة كيلومترات على مستويين مع بحيرة تحت الأرض حيث يمكن للزائرين الاستمتاع بركوب القوارب، ومعرض علوي يضم تشكيلات جيولوجية مثيرة للإعجاب.
بعض من أشهر الرجال في التاريخ، من بينهم رمسيس الثاني، ونبوخذ نصر، وماركوس أوريليوس، تركوا النقوش والمنحوتات في منحدرات الحجر الجيري لنهر الكلب.
تقع الآثار الرومانية العظيمة في بعلبك في شمال سهل البقاع. حيث تهيمن المعابد الضخمة منذ القرن الأول وهي بعض من أفضل الآثار الرومانية المحفوظة في الشرق الأوسط.
بيبلوس، على بعد 70 كيلومترا من بيروت، يسكنها البشر باستمرار لأكثر من 7000 سنة، وقد ذكرت في الكتاب المقدس. إن بقايا القلعة الصليبية التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وغرف المعابد الفينيقية وغرف المقابر مع أقدم نقوش أبجدية تم اكتشافها على الإطلاق، والمدرج الروماني اليوناني الذي يطل على البحر، تجعل منها وجهة هامة لزوار المنطقة.
تقع بلدة بشري الجبلية، مسقط رأس الفنان والمؤلف اللبناني الشهير جبران خليل جبران، بالقرب من آخر غابة للأرز في لبنان. حيث تضم 400 شجرة عمرها أكثر من 1500 سنة. في فصل الشتاء، تعتبر المنطقة عبارة عن منتجع للتزلج مع مرافق للتزلج على الثلج والتزلج على المنحدرات بالإضافة إلى التزلج على الجليد.
المهرجانات
تقام العديد من المهرجانات الدولية في لبنان، والتي تضم فنانين مشهورين عالمياً وتجذب الحشود من لبنان والخارج. من أشهر هذه المهرجانات الصيفية في بعلبك، بيت الدين، وجبيل. تتمتع بيروت على وجه الخصوص بمشهد فني نابض بالحياة، مع العديد من المعارض وعروض الأزياء والحفلات الموسيقية التي تقام على مدار العام في صالات العرض والمتاحف والمسارح والأماكن العامة.
المطبخ اللبناني
كان وادي البقاع مع خليطه المورق من الحقول والكروم التي تعانق ضفاف نهر الليطاني يعرف في الماضي باسم سلة الخبز للإمبراطورية الرومانية، كما تضم المأكولات اللبنانية التي تم تطويرها من البقول والفواكه والخضروات المنتجة هناك والقطعان التي ترعى السهول الخضراء. ويجمع المطبخ اللبناني بين تطور المأكولات الأوروبية مع الإثارة والتوابل الشرقية، وتتمتع بأطباق "المازة" التي تحتوي على 30 أو 40 صنفاً من الأطباق التي تقدم مع الخبز العربي المستدير التقليدي.
الأعمال
يستمر مزيج من المناخ الجميل والعديد من المعالم التاريخية ومواقع التراث العالمي في جذب أعداد كبيرة من السياح إلىلبنان سنوياً، على الرغم من عدم استقراره السياسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن السرية المصرفية الصارمة للبنان قد أعطت له مكانة اقتصادية كبيرة بين الدول العربية. جعلت الأنشطة السياحية والمصرفية المزدهرة بشكل طبيعي قطاع الخدمات أهم ركيزة للاقتصاد اللبناني. تفضل غالبية القوى العاملة اللبنانية (حوالي 65٪) العمل في قطاع الخدمات، كنتيجة لفرص العمل الوفيرة والرواتب الكبيرة.